الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

همسة توبة

قد يعجب المرء من نفسه عندما يكرر نفس الأخطاء مرة بعد مره
وأعجب من ذلك الرب الرحيم الذي يعفو مرة بعد مرة كلما أخطأ العبد ورجع
ولكن هناك في الخطورة ما يخاف المرء على نفسه عندما يعاود اقتراف الخطأ والذنب مرة أخرى فقد يغفو على الخطأ والذنب ساهيا حتى يدركه الأجل أو تنمحي منه صورة الرجوع بعد التوغل في الخطيئة।
قد يكون تكرار التوبة من الأمور الحسنة للعبد ولكن قد تكون تكرار الخطيئة من الأمور المهلكة للعبد।
إلى هنا عليك أن تقف وقفة تأمل فإن تكرار التوبة يدخل في النفس حس الندم وتأنيب الضمير ولكن قد يكون تكرار الخطيئة يعطي الإصرار على الذنب بنفس الإقدام عن علم فيكون الذنب أعظم درجة كلما عدت له مرة أخرى، ولهذا يحتاج الندم والتوبة مقدارا مضاعفا ودرجات أعلى।
ولكن مع كل هذا فإن الله عفور يتحبب إلى عبده بعد كل ما اقترب أما عظمته وجبروته।
فغفرانك ربنا وأنت القائل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8) التحريم وقائل في كتابك الكريم إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222) البقرة
فيا أيها المذنب فلتقل غفرانك ربنا وإليك المصير

الأحد، 3 أكتوبر 2010

في قريتي سني

قريتي كرزكان معروفة منذ القدم أنها خالصة لأهل البيت عليهم السلام فولائهم جعفري اثنا عشري هكذا كانت وهكذا ستبقى إلى أن تقوم الساعة أو يقوم الظالم بمحو أهلها من على رمالها ليجعلهم أسفلها।
في الآونة الأخيرة اقتطع جزءا من قريتي الشرقي مع امتدادها ليسمى باسم جديد ألا وهو اللوزي ومن هذه البوابة الشرقية سكن العديد من الناس من أهل قريتي الأعزاء ومن خارجها।
تخوف القلّة القليلة من أن بعض الساكنين الجدد من أهل السنة الكرام।
أقول هذا التخوف لا معنى له فلم يكن السني يوما عدوا حتى نخافه ولم يكن خارج الدين حتى نكفره بل هو أخ في الدين عزيز قد حل جارا لنا وله حقوق الجيرة وحسن الضيافة، له ما لنا وعليه ما علينا، لا نسيء إليه بكلمة أو فعل بل نحترمه ونكن له كل معاني الحب من أعماق قلوبنا، فنحفظ من أهله ما نحفظ منه أهلنا ونقوم بمعونته عند الحاجة ونتزاور معه كما نتزاور بيننا... هكذا أدبنا رئيس مذهبنا الأمام الصادق عليه السلام.
فعن معاوية بن وهب،
قال: قلت له: كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممن ليسوا على أمرنا؟ قال: تنظرون إلى أئمتكم الذين تقتدون بهم، فتصنعون كما يصنعون، فوالله إنهم ليعودون مرضاهم، ويشهدون جنائزهم، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم، ويؤدّون الأمانة إليهم

وعن عبد الله بن سنان
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أوصيكم بتقوى الله عزَّ وجل، ولا تحملوا الناس على أكتافكم فتذلّوا، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً )، ثم قال: عودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، واشهدوا لهم وعليهم، وصَلُّوا معهم في مساجدهم...

وروايات أهل بيت العصمة متضافرة في هذا المعنى
قريتي الحبيبة لن تكونا يوما ما بؤرة للخلاف والشقاق بين الشيعة والسنة فمن يسكنها يعرف عجينة أهلها الطيبين المتسامحين الودودين।
أخي السني الكريم الساكن في ربوع قريتي نم قرير العين بين أهلك وجيرانك المحبين هانئا ساكنا مطمئنا، فأحضان قريتي الدافئة لا تعرف العنف الديني والشقاق المذهبي