بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين
نعتقد نحن الشيعة بأن زينب عليها السلام هي دون أمها الزهراء عليها السلام مرتبة ولكن ما نعتقده كذلك أنها لم تحيد عن خطى أمها قيد أنملة وبذلك فهي تشكل قدوة النساء على جميع الأصعدة من بناء الذات أو صنع المجتمع، خصوصا مع ملاحظة قصر حياة أمها المضطهدة والطول النسبي لحياة زينب مع اختلاف الأحداث والظروف المحيطة.
ويصعب بمكان من الإمكان أن ندرس جميع جوانب الحياة الشريفة لبطلة كربلاء ولكن قد نأخذ قبس من ضيائها ينير لنا ما كانت توحيه للمرأة المسلمة كلما خطت خطوة على أرض الشهادة المقدسة، فزينب عليها السلام أثبتت أنها المرأة القادرة على تغيير التاريخ وأن بإمكان المرأة أن تكون محركا للحياة من جانبه الإيجابي من دون أن تتخلى المرأة بأي قيد من قيود الثوابت الدينية، بل أن ما نراه قيدا يوقف المرأة عن التحرك في المجتمع بالشكل الإيجابي جعلته زينب المحرك لتغيير المجتمع.
من هذه المحركات هو العفاف الزينبي، فلا أشكال أنها عليها السلام في أعلى سلم العفاف وأرقاه بحيث أنها المصونة التي يقل اختلاطها بالرجال إلى أضيق الحدود ومع هذا فهي عندما يضطر بها الحال إلى الاختلاط تكون في أعلى قمة الاحتشام والعفاف، وتحوّل من دائرة الاختلاط القهري في الاتجاه السلبي إلى الاتجاه الإيجابي في صنع الإنسان وتغيير حركة التاريخ، فهي على باب خيمتها تراقب سير المعركة البطولية لأخيها الإمام الحسين عليه السلام تترقب دورها الفاعل فيما بعد انتهاء المعركة لم يكن في خلدها بأنها ستتنازل عن شيء من عفافها وحشمتها بداعي الاختلاط القهري، بل على عكس ذلك فهي أثبتت في كل ميدان من ميادين الجهاد الذي يحتاج إلى أكبر قدر من مجابهة الظالم ولزوم منابذته والتحدث إليه أنها بعفافها جابهته وبحشمتها نابذته، أنها جاهدت الظالم وفي قعر داره في دار يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لعنهم الله ومع ذلك ففي هذه اللحظات العصيبة تربعت على عرش عفافها وحشمتها لم تتنازل عنه قيد أنملة.
هذه هي السيدة القدوة زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام قد أسقطت كل دعاوى خلع العفاف والحشمة عندما تكون المرأة جزء من محركية المجتمع بل هي تثبت في آن واحد أن العفاف مغير نحو الاتجاه الإيجابي أما حجة أن التغيير في المجتمع يقتضي التنازل عن بعض قيود الحجاب تسقط بالتزام المرأة القدوة زينب عليها السلام أعلى مراتب العفاف.
في وقتنا المعاصر ينظر البعض إلى الحجاب أنه معوق من معوقات حركة التغيير في المجتمع إذ أن المجتمع في حاجة أكبر من ذي قبل لتواجدها فيه على جميع الأصعدة فأصبحت المرأة على قدر المساواة مع الرجل في أغلب الميادين العلمية والعملية، فهي تلتقي صباح مساء بالرجل في أروقة الدراسة والعمل ويصعب بمكان من الإمكان الفصل بينهما، فالمواجهة والتحدث والاختلاط بشكل عام أصبح ضرورة من ضرورات المجتمع المعاصر وهذا ما يقتضي رفع بعض قيود الحجاب الإسلامي لكي نعطي للمرأة المساحة الكافية بما يناسبها في التحرك في المجتمع.
كلام قد يكون منمقا ومرتبا يدغدغ مشاعر المرأة الشغوفة بالتخلي عن الحجاب بشكل تدريجي أو حتى دفعة. بشكل تدريجي عندما تلاحظ أن المجتمع لا يزال الحاكم بشكله التقليدي على المرأة، وبشكل دفعي عندما يتخلى المجتمع عن حاكميته بجعل كل أنماط الحياة تحت تصرف الفرد.
والمثال على ذلك عندما ننظر للنظام القروي العام والنظام المدني العام ففي نظام القرية الحاكمية وإن ضعفت نوعا ما فهي لا تزال بيده ولذا نلاحظ أن بعض الفتيات قد تخرج شيئا من شعرها أو تضع بعض مساحيق التجميل على وجهها أو تلبس ما يحجم بعض المفاتن من جسمها أو تلبس ما يجذب أنظار الرجال لها وغير ذلك الكثير. أما في نظام المدنية فإنها تتخلى على لبس الحجاب فتخرج جميع شعرها أو تكون على زينتها التامة أما الرجال بل ولا يعد عندها من الاستخفاف أن تلبس الضيق من ثيابها أو القصير منه.
في وقتنا الراهن يصعب الفك من اختلاط الفكر القروي بالفكر المدني وهذا مما ينبئ بالتحول التدريجي للوضع القروي في المستقبل.
ومن هذا الأفق سيكون العاملين في الحقل الديني من الذكور والإناث في تحد كبير وخطير لإرجاع الأمور إلى نصابها الصحيح. ولكن علينا بالتوجه لأمر هام ألا وهو أن نقطة حاكمية المجتمع أو حاكمية الفرد ليست بالفكرة الصحيحة دينيا إذا ما كنا نريد أن ترجع المرأة إلى أحضان العفاف وترسم من زينب عليها السلام المرأة القدوة في حياتها.
إذ الفكرة الدينية قائمة على حاكمية الله عز وجل المطلقة في عباده وأن زينب عليها السلام كانت في جميع تحركاتها تنظر بعين الله عز وجل لا بعين المجتمع أو الفرد المنقطع عن نظر الله تعالى. فهي عندما تقول ليزيد عليه اللعنة: فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين....
فكيد يزيد وسعي يزيد وجهد يزيد كان في محو الدين بمختلف الأشكال ومن ضمن ما فعل هو محاربة عفاف المرأة بكل السبل والوسائل حتى صار عصر يزيد وما بعده من الملوك والسلاطين عصر المجون والتفسخ الأخلاقي.
وزينب عليها السلام أنذرته بيوم القيامة وهو يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين، ولا ريب أن من ظلم المرأة لنفسها تخليها عن مبادئ عفافها وحجابها، فهي تنحاز مقتربة إلى معسكر يزيد وجلاوزته وتبتعد عن أنصار الحسين وزينب عليهما السلام كلما رفعت قيدا من قيود حجابها، إذ معسكر يزيد يمثل التخلي عن حاكمية الله سبحانه وتعالى أما معسكر الحسين وزينب فهو يمثل الحاكمية المطلقة لله عز وجل.
إذا لا يبقى من دور المجتمع والفرد إلا كونهما رقيبين على أوامر الله ونهيه آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر.
أختي المسلمة المؤمنة بالله عز وجل فلتكن زينب عليها السلام هي نورك الذي تستضيئين به من ظلم الدنيا وما يجري فيها محترسة من ذئاب الظلمة التي تتربص بحجابك وعفافك الانهيار فما دامت زينب تتربع على جمال أخلاقك فلن يصلوا إليك إذ هو الجدار الحاجب والحاجز عن أنيابهم ومخالبهم.
والحمد لله رب العالمين
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين
نعتقد نحن الشيعة بأن زينب عليها السلام هي دون أمها الزهراء عليها السلام مرتبة ولكن ما نعتقده كذلك أنها لم تحيد عن خطى أمها قيد أنملة وبذلك فهي تشكل قدوة النساء على جميع الأصعدة من بناء الذات أو صنع المجتمع، خصوصا مع ملاحظة قصر حياة أمها المضطهدة والطول النسبي لحياة زينب مع اختلاف الأحداث والظروف المحيطة.
ويصعب بمكان من الإمكان أن ندرس جميع جوانب الحياة الشريفة لبطلة كربلاء ولكن قد نأخذ قبس من ضيائها ينير لنا ما كانت توحيه للمرأة المسلمة كلما خطت خطوة على أرض الشهادة المقدسة، فزينب عليها السلام أثبتت أنها المرأة القادرة على تغيير التاريخ وأن بإمكان المرأة أن تكون محركا للحياة من جانبه الإيجابي من دون أن تتخلى المرأة بأي قيد من قيود الثوابت الدينية، بل أن ما نراه قيدا يوقف المرأة عن التحرك في المجتمع بالشكل الإيجابي جعلته زينب المحرك لتغيير المجتمع.
من هذه المحركات هو العفاف الزينبي، فلا أشكال أنها عليها السلام في أعلى سلم العفاف وأرقاه بحيث أنها المصونة التي يقل اختلاطها بالرجال إلى أضيق الحدود ومع هذا فهي عندما يضطر بها الحال إلى الاختلاط تكون في أعلى قمة الاحتشام والعفاف، وتحوّل من دائرة الاختلاط القهري في الاتجاه السلبي إلى الاتجاه الإيجابي في صنع الإنسان وتغيير حركة التاريخ، فهي على باب خيمتها تراقب سير المعركة البطولية لأخيها الإمام الحسين عليه السلام تترقب دورها الفاعل فيما بعد انتهاء المعركة لم يكن في خلدها بأنها ستتنازل عن شيء من عفافها وحشمتها بداعي الاختلاط القهري، بل على عكس ذلك فهي أثبتت في كل ميدان من ميادين الجهاد الذي يحتاج إلى أكبر قدر من مجابهة الظالم ولزوم منابذته والتحدث إليه أنها بعفافها جابهته وبحشمتها نابذته، أنها جاهدت الظالم وفي قعر داره في دار يزيد بن معاوية بن أبي سفيان لعنهم الله ومع ذلك ففي هذه اللحظات العصيبة تربعت على عرش عفافها وحشمتها لم تتنازل عنه قيد أنملة.
هذه هي السيدة القدوة زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام قد أسقطت كل دعاوى خلع العفاف والحشمة عندما تكون المرأة جزء من محركية المجتمع بل هي تثبت في آن واحد أن العفاف مغير نحو الاتجاه الإيجابي أما حجة أن التغيير في المجتمع يقتضي التنازل عن بعض قيود الحجاب تسقط بالتزام المرأة القدوة زينب عليها السلام أعلى مراتب العفاف.
في وقتنا المعاصر ينظر البعض إلى الحجاب أنه معوق من معوقات حركة التغيير في المجتمع إذ أن المجتمع في حاجة أكبر من ذي قبل لتواجدها فيه على جميع الأصعدة فأصبحت المرأة على قدر المساواة مع الرجل في أغلب الميادين العلمية والعملية، فهي تلتقي صباح مساء بالرجل في أروقة الدراسة والعمل ويصعب بمكان من الإمكان الفصل بينهما، فالمواجهة والتحدث والاختلاط بشكل عام أصبح ضرورة من ضرورات المجتمع المعاصر وهذا ما يقتضي رفع بعض قيود الحجاب الإسلامي لكي نعطي للمرأة المساحة الكافية بما يناسبها في التحرك في المجتمع.
كلام قد يكون منمقا ومرتبا يدغدغ مشاعر المرأة الشغوفة بالتخلي عن الحجاب بشكل تدريجي أو حتى دفعة. بشكل تدريجي عندما تلاحظ أن المجتمع لا يزال الحاكم بشكله التقليدي على المرأة، وبشكل دفعي عندما يتخلى المجتمع عن حاكميته بجعل كل أنماط الحياة تحت تصرف الفرد.
والمثال على ذلك عندما ننظر للنظام القروي العام والنظام المدني العام ففي نظام القرية الحاكمية وإن ضعفت نوعا ما فهي لا تزال بيده ولذا نلاحظ أن بعض الفتيات قد تخرج شيئا من شعرها أو تضع بعض مساحيق التجميل على وجهها أو تلبس ما يحجم بعض المفاتن من جسمها أو تلبس ما يجذب أنظار الرجال لها وغير ذلك الكثير. أما في نظام المدنية فإنها تتخلى على لبس الحجاب فتخرج جميع شعرها أو تكون على زينتها التامة أما الرجال بل ولا يعد عندها من الاستخفاف أن تلبس الضيق من ثيابها أو القصير منه.
في وقتنا الراهن يصعب الفك من اختلاط الفكر القروي بالفكر المدني وهذا مما ينبئ بالتحول التدريجي للوضع القروي في المستقبل.
ومن هذا الأفق سيكون العاملين في الحقل الديني من الذكور والإناث في تحد كبير وخطير لإرجاع الأمور إلى نصابها الصحيح. ولكن علينا بالتوجه لأمر هام ألا وهو أن نقطة حاكمية المجتمع أو حاكمية الفرد ليست بالفكرة الصحيحة دينيا إذا ما كنا نريد أن ترجع المرأة إلى أحضان العفاف وترسم من زينب عليها السلام المرأة القدوة في حياتها.
إذ الفكرة الدينية قائمة على حاكمية الله عز وجل المطلقة في عباده وأن زينب عليها السلام كانت في جميع تحركاتها تنظر بعين الله عز وجل لا بعين المجتمع أو الفرد المنقطع عن نظر الله تعالى. فهي عندما تقول ليزيد عليه اللعنة: فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يرحض عنك عارها، وهل رأيك إلا فند وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين....
فكيد يزيد وسعي يزيد وجهد يزيد كان في محو الدين بمختلف الأشكال ومن ضمن ما فعل هو محاربة عفاف المرأة بكل السبل والوسائل حتى صار عصر يزيد وما بعده من الملوك والسلاطين عصر المجون والتفسخ الأخلاقي.
وزينب عليها السلام أنذرته بيوم القيامة وهو يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين، ولا ريب أن من ظلم المرأة لنفسها تخليها عن مبادئ عفافها وحجابها، فهي تنحاز مقتربة إلى معسكر يزيد وجلاوزته وتبتعد عن أنصار الحسين وزينب عليهما السلام كلما رفعت قيدا من قيود حجابها، إذ معسكر يزيد يمثل التخلي عن حاكمية الله سبحانه وتعالى أما معسكر الحسين وزينب فهو يمثل الحاكمية المطلقة لله عز وجل.
إذا لا يبقى من دور المجتمع والفرد إلا كونهما رقيبين على أوامر الله ونهيه آمرين بالمعروف وناهين عن المنكر.
أختي المسلمة المؤمنة بالله عز وجل فلتكن زينب عليها السلام هي نورك الذي تستضيئين به من ظلم الدنيا وما يجري فيها محترسة من ذئاب الظلمة التي تتربص بحجابك وعفافك الانهيار فما دامت زينب تتربع على جمال أخلاقك فلن يصلوا إليك إذ هو الجدار الحاجب والحاجز عن أنيابهم ومخالبهم.
والحمد لله رب العالمين