الثلاثاء، 18 مايو 2010

حكاية داري الصغيرة

يحكى أنّ رجلا جاب الصحراء تشردا صلف جاف، يحب نفسه كثيرا ويرى في نفسه أكثر إلى حد يستحي داء العظمة أن يوصف به، كان يبحث عن مأوى يسكن إليه يكون فيه هو السيد والباقي عبيد له.
غريب هذا الشخص ففي عين احتياجه عين تكبره وغطرسته، ولكن القدر كان معه عندما وقعت عينه اليسرى على دار الأرملة ذات الأربعة أولاد، الأرملة التي لا سند لها ولا عزوة سوى هؤلاء الصغار بنتان وابنان.
دارها كانت تحوي أربعة غرف وفيها ثلاثة حمامات وصالة صغيرة غير مطلة على الشارع بل كل باب الغرف فيها وكأنها طريق عام، وفي الدار أيضا فناء صغير يسع لستة أفراد، هكذا كانت الدار قبل اقتحامه لها على حين غرة.
مضت سنوات والمرأة وأولادها أسراء ذلك الرجل الغاصب فأول حكمه عليهم أنه جعلهم كلهم ينامون كلهم في غرفة واحده، كان يقول في نفسه " الإسراف هدر للمال "
هو مستبد في الرأي وعلى الكل طاعته، ومع هذا كان يعطيهم الرخصة للنقاش فيما بينهم وربما استنكروا عليه آرائه واستبداده، فحين يسترق السمع يسمع ما يتنابزون ويلمزون، وهم في الجرأة على التصريح معه بكل ما يختلج في صدورهم ضعاف، لأنهم يخافون بطشه وسطوته.
الدار فيها غرفتان لا حاجة لهما ولكن إذا دمجهما مع غرفته يكون قد انتهى من التفكير في وجود ما لا معنى له، غرفة له وغرفة للأرملة هذا عين العدل هكذا كان يقول في نفسه، ومع هذا فالغرفة الكبيرة تحتاج على حمام يتناسب مع حجمها فإذا دمج حمامين فإن الهندسة المعمارية تكون متناسبة ومتناسقة فهو يحب الجمال والتناسق، إنه شاعري.
في يوم من الأيام لم يستطع كبح نزوته وغريزته في الملك والسيطرة فقررأن يدخل الدار حارسا شخصيا غريبا كي يكون في مأمن من انقلاب أولاد الأرملة عليه عندما يضيق بهم الحال لكثرة قراراته المجحفة بهم، ولكن لما كانت الدار ضيقة بعد التعديلات الأخيرة وافق الحارس في بادئ الأمر أن ينام في إحدى الغرفتين وطبعا الصغيرة منهما، واحتار في أي مكان يسكن الأولاد إذ ضاق تفكيره بين تسكينهم الفناء والصالة، وفي نهاية المطاف استقر رأيه على الصالة خوفا عليهم من حرارة الشمس في الصيف وبرودة الجو في الشتاء، قال في نفسه حينها "كم أنا رحيم بهم إذ لم أسكنهم الفناء"، وظهرت رحمته أكثر حيث لم يفرق بينهم بين أمهم فأسكنها معهم على الرغم من عدم وجود المودة بينهما ولكن رحمته واسعة، هكذا كان يفكر ويقول في نفسه "كم انأ عطوف".
جلس السلطان مع حارسه الشخصي فقال له: "غرفتي في داري الصغيرة واسعة إذ سعتها تساوي ثلاثة أرباع الدار وربما أكثر، فمن الظلم على نفسي أن أبقى وحيدا فيها، وأعتقد أن ليس للأولاد حق الاعتراض إذ عليهم مقابلة إحساني بالموافقة والترحيب بكل ما أقرره، وعلى هذا الأساس قررت أن أتزوج بزوجة ثانية صغيرة حلوة الملامح علني أنجب منها أطفالا صغارا يكونون أحفظ عليّ وعلى منجزاتي من أولاد الأرملة".
جرى بينه وبين حارسه الشخصي حوار حول مستقبل السلطنة على الدار، وفي الحوار طلب الحارس على نحو الاقتراح أن يسمح له بالزواج حتى يزداد عدد حفاظي من كل مكروه يحيط به الآن وفي المستقبل، فقال في نفسه " أنا السلطان وأنا الحاكم وأنا القائد، إذا أنا مستهدف لا محالة، إذ كل الناس يطمعون في سلطاني، وهذا الحارس يقول عين الصواب" وبسرعة أجابه لطلبه.
فصارت في الدار ثلاث عائلات خاصة السلطان المرفهة وعائلة الحارس وأولاد الأرملة البؤساء.
بعد مدة من الزمان قال السلطان "أنا الآن جالس على أريكة حكمي مستأسدا يحيطني ذئاب وفهود ورعيتي أناس بسطاء يحبون عطاياي ففتاة خبزي يكفيهم ولكني كنت أعطيهم العظم يلحسونه كي لا يحرموا من مذاق اللحم مع الخبز"
ها هي قصة داري الصغيرة والتي لم تنتهي فصولها بعد، فماذا سيجري في مستقبل الأيام؟
أنا السلطان أفكر الآن كيف ستكون مستقبل حياة رعيتي.

الخميس، 13 مايو 2010

رد الشبهات في أبينا آدم وأمنا حواء شبة 1و2

هناك الكثير من الروايات يفوح منها رائحة الوضع والاختلاق بما يجانب عصمة أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، ولذا أحببت في كل مرة نقل قصة تكون أقرب للاعتبار العقلي والشرعي مبتعدا عن روايات تخالف العقل وبديهياته في عصمتهم وطهارتهم، معتمدا في ذلك على الموسوعة الكبيرة بحار الأنوار للعلامة المجلسي عليه الرحمة:
رد الشبهات في أبينا آدم وأمنا حواء
الشبهة الأولى: هل تزوج أبناء آدم أخواتهم؟
الشبهة الثانية: هل خلقت حواء من ضلع آدم فيكون ينكح بعضه بعضا؟

الجواب: [علل الشرائع‏] ابْنُ الْوَلِيدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِيسَ وَ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارِ مَعاً عَنِ الْأَشْعَرِيِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَمَّارٍ عَنِ ابْنِ نُوَيْهِ عَنْ زُرَارَةَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام كَيْفَ بَدَأَ النَّسْلُ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ ع فَإِنَّ عِنْدَنَا أُنَاساً يَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى آدَمَ ع أَنْ يُزَوِّجَ بَنَاتِهِ مِنْ بَنِيهِ وَ إِنَّ هَذِهِ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ أَصْلُهُ مِنَ الْإِخْوَةِ وَ الْأَخَوَاتِ.
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: سُبْحَانَ اللَّهِ وَ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً يَقُولُ مَنْ يَقُولُ هَذَا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ أَصْلَ صَفْوَةِ خَلْقِهِ وَ أَحِبَّائِهِ وَ أَنْبِيَائِهِ وَ رُسُلِهِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ مِنْ حَرَامٍ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْقُدْرَةِ مَا يَخْلُقُهُمْ مِنَ الْحَلَالِ وَ قَدْ أَخَذَ مِيثَاقَهُمْ عَلَى الْحَلَالِ وَ الطُّهْرِ الطَّيِّبِ وَ اللَّهِ لَقَدْ تَبَيَّنَتْ‏ أَنَّ بَعْضَ الْبَهَائِمِ تَنَكَّرَتْ لَهُ أُخْتُهُ فَلَمَّا نَزَا عَلَيْهَا وَ نَزَلَ كُشِفَ لَهُ عَنْهَا وَ عَلِمَ أَنَّهَا أُخْتُهُ أَخْرَجَ غُرْمُولَهُ ثُمَّ قَبَضَ عَلَيْهِ بِأَسْنَانِهِ ثُمَّ قَلَعَهُ ثُمَّ خَرَّ مَيِّتاً.
قَالَ زُرَارَةُ: ثُمَّ سُئِلَ عليه السلام عَنْ خَلْقِ حَوَّاءَ وَ قِيلَ لَهُ: إِنَّ أُنَاساً عِنْدَنَا يَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ حَوَّاءَ مِنْ ضِلْعِ آدَمَ الْأَيْسَرِ الْأَقْصَى.
قَالَ عليه السلام: سُبْحَانَ اللَّهِ وَ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً يَقُولُ مَنْ يَقُولُ هَذَا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْقُدْرَةِ مَا يَخْلُقُ لآِدَمَ زَوْجَةً مِنْ غَيْرِ ضِلْعِهِ وَ جَعَلَ لِمُتَكَلِّمٍ مِنْ أَهْلِ التَّشْنِيعِ سَبِيلًا إِلَى الْكَلَامِ يَقُولُ إِنَّ آدَمَ كَانَ يَنْكِحُ بَعْضُهُ بَعْضاً إِذَا كَانَتْ مِنْ ضِلْعِهِ مَا لِهَؤُلَاءِ حَكَمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَهُمْ. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمَّا خَلَقَ آدَمَ مِنْ طِينٍ أَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَهُ وَ أَلْقَى عَلَيْهِ السُّبَاتَ ثُمَّ ابْتَدَعَ لَهُ خَلْقاً ثُمَّ جَعَلَهَا فِي مَوْضِعِ النُّقْرَةِ الَّتِي بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ وَ ذَلِكَ لِكَيْ تَكُونَ الْمَرْأَةُ تَبَعاً لِلرَّجُلِ فَأَقْبَلَتْ تَتَحَرَّكُ فَانْتَبَهَ لِتَحَرُّكِهَا فَلَمَّا انْتَبَهَ نُودِيَتْ أَنْ تَنَحَّيْ عَنْهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهَا نَظَرَ إِلَى خَلْقٍ حَسَنٍ يُشْبِهُ صُورَتَهُ غَيْرَ أَنَّهَا أُنْثَى فَكَلَّمَهَا فَكَلَّمَتْهُ بِلُغَتِهِ
فَقَالَ لَهَا: مَنْ أَنْتِ.
فَقَالَتْ: خَلْقٌ خَلَقَنِيَ اللَّهُ كَمَا تَرَى فَقَالَ آدَمُ عِنْدَ ذَلِكَ: يَا رَبِّ مَنْ هَذَا الْخَلْقُ الْحَسَنُ الَّذِي قَدْ آنَسَنِي قُرْبُهُ وَ النَّظَرُ إِلَيْهِ.
فَقَالَ اللَّهُ –عز وجل-: هَذِهِ أَمَتِي حَوَّاءُ أَ فَتُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مَعَكَ فَتُؤْنِسَكَ وَ تُحَدِّثَكَ وَ تَأْتَمِرَ لِأَمْرِكَ.
قَالَ: نَعَمْ يَا رَبِّ وَ لَكَ بِذَلِكَ الشُّكْرُ وَ الْحَمْدُ مَا بَقِيتُ فَقَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَاخْطُبْهَا إِلَيَّ فَإِنَّهَا أَمَتِي وَ قَدْ تَصْلُحُ أَيْضاً لِلشَّهْوَةِ وَ أَلْقَى اللَّهُ عَلَيْهِ الشَّهْوَةَ وَ قَدْ عُلِّمَ قَبْلَ ذَلِكَ الْمَعْرِفَةَ.
فَقَالَ: يَا رَبِّ فَإِنِّي أَخْطُبُهَا إِلَيْكَ فَمَا رِضَاكَ لِذَلِكَ.
قَالَ: رِضَايَ أَنْ تُعَلِّمَهَا مَعَالِمَ دِينِي. فَقَالَ: ذَلِكَ لَكَ يَا رَبِّ إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ.
فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: قَدْ شِئْتُ ذَلِكَ وَ قَدْ زَوَّجْتُكَهَا فَضُمَّهَا إِلَيْكَ.
فَقَالَ: أَقْبِلِي فَقَالَتْ: بَلْ أَنْتَ فَأَقْبِلْ إِلَيَّ.
فَأَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لآِدَمَ أَنْ يَقُومَ إِلَيْهَا فَقَامَ. وَ لَوْ لَا ذَلِكَ لَكُنَّ النِّسَاءُ هُنَّ يَذْهَبْنَ إِلَى الرِّجَالِ حِينَ خَطَبْنَ عَلَى أَنْفُسِهِنَ‏ فَهَذِهِ قِصَّةُ حَوَّاءَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهَا
بحارالأنوار ج : 11 ص : 221
أما الجواب عن ما يشكل من أن الآية في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )(1) تدل على أن أمنا حواء قد خلقت من نفس جسم آدم وبالتحديد من ظلعه الأيسر الأعوج فيكفينا في الجواب ما ذكره الفخر الرازي في تفسير الكبير الجزء الخامس ص35 عند تفسيره للآية الكريمة
قوله تعالى : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } فيه مسائل :
المسألة الأولى : المراد من هذا الزوج هو حواء ، وفي كون حواء مخلوقة من آدم قولان : الأول : وهو الذي عليه الأكثرون أنه لما خلق الله آدم ألقى عليه النوم ، ثم خلق حواء من ضلع من أضلاعه اليسرى ، فلما استيقط رآها ومال اليها وألفها ، لأنها كانت مخلوقة من جزء من أجزائه ، واحتجوا عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " إن المرأة خلقت من ضلع أعوج فإن ذهبت تقيمها كسرتها وإن تركتها وفيها عوج استمتعت بها " .
والقول الثاني : وهو اختيار أبي مسلم الأصفهاني : أن المراد من قوله : { وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا } أي من جنسها وهو كقوله تعالى : { والله جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } [ النحل : 72 ] وكقوله : { إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مّنْ أَنفُسِهِمْ } [ آل عمران : 164 ] وقوله : { لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ } [ التوبة : 128 ] قال القاضي : والقول الأول أقوى ، لكي يصح قوله : { خَلَقَكُمْ مّن نَّفْسٍ واحدة } إذ لو كانت حواء مخلوقة ابتداء لكان الناس مخلوقين من نفسين ، لا من نفس واحدة ، ويمكن أن يجاب عنه بأن كلمة «من» لابتداء الغاية ، فلما كان ابتداء التخليق والايجاد وقع بآدم عليه السلام صح أن يقال : خلقكم من نفس واحدة ، وأيضا فلما ثبت أنه تعالى قادر على خلق آدم من التراب كان قادرا أيضا على خلق حواء من التراب ، وإذا كان الأمر كذلك ، فأي فائدة في خلقها من ضلع من أضلاع آدم .

الثلاثاء، 11 مايو 2010

لا جمال أزين من العقل

روي عن أمير المؤمنين عليه السلام قوله ( لَا جَمَالَ أَزْيَنُ مِنَ الْعَقْل‏ ) [ بحار الأنوار ج1، أبواب العقل والجهل باب1 ح5 ]
لو خير المرء بين عقل النبي يوسف عليه السلام وبين جماله فماذا سيكون خياره؟ فصحيح أن أول ما يتراءى للناظر الجمال الظاهري ولكن سرعان ما يُمَل جليس الجاهل والأحمق والغبي مهما بلغ من الجمال الصوري ما بلغ فجمال العقل لا يضاهيه جمال وأدل دليل على ذلك أنه لا يوجد إنسان على وجه الأرض يحب أن يستعاض بعقله عن شيء آخر مهما كانت الظروف ولكن قد يتنازل عن جمال وجهه لو لزمت حياته ذلك وطبع الإنسان معتاد على فقد جماله حتى شيخوخته ولكنه لا يرضى بفقدان عقله عند شيخوخته إلا مقهورا على ذلك.
والغريب في الأمر أن الكثير من مشاهير العالم خصوصا اللهويين وبالأخص الإناث منهم يسعين لتحسين وجوههن لتصدق عليهن المقولة المأثورة ( عقل المرأة في جمالها ) فمثل هذه ترى أن نضارتها وبقاءها واستمرارها كأنثى لا بالعقل بل بمستوى بقاء جمالها المتهالك لا محالة.