يحكى أنّ رجلا جاب الصحراء تشردا صلف جاف، يحب نفسه كثيرا ويرى في نفسه أكثر إلى حد يستحي داء العظمة أن يوصف به، كان يبحث عن مأوى يسكن إليه يكون فيه هو السيد والباقي عبيد له.
غريب هذا الشخص ففي عين احتياجه عين تكبره وغطرسته، ولكن القدر كان معه عندما وقعت عينه اليسرى على دار الأرملة ذات الأربعة أولاد، الأرملة التي لا سند لها ولا عزوة سوى هؤلاء الصغار بنتان وابنان.
دارها كانت تحوي أربعة غرف وفيها ثلاثة حمامات وصالة صغيرة غير مطلة على الشارع بل كل باب الغرف فيها وكأنها طريق عام، وفي الدار أيضا فناء صغير يسع لستة أفراد، هكذا كانت الدار قبل اقتحامه لها على حين غرة.
مضت سنوات والمرأة وأولادها أسراء ذلك الرجل الغاصب فأول حكمه عليهم أنه جعلهم كلهم ينامون كلهم في غرفة واحده، كان يقول في نفسه " الإسراف هدر للمال "
هو مستبد في الرأي وعلى الكل طاعته، ومع هذا كان يعطيهم الرخصة للنقاش فيما بينهم وربما استنكروا عليه آرائه واستبداده، فحين يسترق السمع يسمع ما يتنابزون ويلمزون، وهم في الجرأة على التصريح معه بكل ما يختلج في صدورهم ضعاف، لأنهم يخافون بطشه وسطوته.
الدار فيها غرفتان لا حاجة لهما ولكن إذا دمجهما مع غرفته يكون قد انتهى من التفكير في وجود ما لا معنى له، غرفة له وغرفة للأرملة هذا عين العدل هكذا كان يقول في نفسه، ومع هذا فالغرفة الكبيرة تحتاج على حمام يتناسب مع حجمها فإذا دمج حمامين فإن الهندسة المعمارية تكون متناسبة ومتناسقة فهو يحب الجمال والتناسق، إنه شاعري.
في يوم من الأيام لم يستطع كبح نزوته وغريزته في الملك والسيطرة فقررأن يدخل الدار حارسا شخصيا غريبا كي يكون في مأمن من انقلاب أولاد الأرملة عليه عندما يضيق بهم الحال لكثرة قراراته المجحفة بهم، ولكن لما كانت الدار ضيقة بعد التعديلات الأخيرة وافق الحارس في بادئ الأمر أن ينام في إحدى الغرفتين وطبعا الصغيرة منهما، واحتار في أي مكان يسكن الأولاد إذ ضاق تفكيره بين تسكينهم الفناء والصالة، وفي نهاية المطاف استقر رأيه على الصالة خوفا عليهم من حرارة الشمس في الصيف وبرودة الجو في الشتاء، قال في نفسه حينها "كم أنا رحيم بهم إذ لم أسكنهم الفناء"، وظهرت رحمته أكثر حيث لم يفرق بينهم بين أمهم فأسكنها معهم على الرغم من عدم وجود المودة بينهما ولكن رحمته واسعة، هكذا كان يفكر ويقول في نفسه "كم انأ عطوف".
جلس السلطان مع حارسه الشخصي فقال له: "غرفتي في داري الصغيرة واسعة إذ سعتها تساوي ثلاثة أرباع الدار وربما أكثر، فمن الظلم على نفسي أن أبقى وحيدا فيها، وأعتقد أن ليس للأولاد حق الاعتراض إذ عليهم مقابلة إحساني بالموافقة والترحيب بكل ما أقرره، وعلى هذا الأساس قررت أن أتزوج بزوجة ثانية صغيرة حلوة الملامح علني أنجب منها أطفالا صغارا يكونون أحفظ عليّ وعلى منجزاتي من أولاد الأرملة".
جرى بينه وبين حارسه الشخصي حوار حول مستقبل السلطنة على الدار، وفي الحوار طلب الحارس على نحو الاقتراح أن يسمح له بالزواج حتى يزداد عدد حفاظي من كل مكروه يحيط به الآن وفي المستقبل، فقال في نفسه " أنا السلطان وأنا الحاكم وأنا القائد، إذا أنا مستهدف لا محالة، إذ كل الناس يطمعون في سلطاني، وهذا الحارس يقول عين الصواب" وبسرعة أجابه لطلبه.
فصارت في الدار ثلاث عائلات خاصة السلطان المرفهة وعائلة الحارس وأولاد الأرملة البؤساء.
بعد مدة من الزمان قال السلطان "أنا الآن جالس على أريكة حكمي مستأسدا يحيطني ذئاب وفهود ورعيتي أناس بسطاء يحبون عطاياي ففتاة خبزي يكفيهم ولكني كنت أعطيهم العظم يلحسونه كي لا يحرموا من مذاق اللحم مع الخبز"
ها هي قصة داري الصغيرة والتي لم تنتهي فصولها بعد، فماذا سيجري في مستقبل الأيام؟
أنا السلطان أفكر الآن كيف ستكون مستقبل حياة رعيتي.
غريب هذا الشخص ففي عين احتياجه عين تكبره وغطرسته، ولكن القدر كان معه عندما وقعت عينه اليسرى على دار الأرملة ذات الأربعة أولاد، الأرملة التي لا سند لها ولا عزوة سوى هؤلاء الصغار بنتان وابنان.
دارها كانت تحوي أربعة غرف وفيها ثلاثة حمامات وصالة صغيرة غير مطلة على الشارع بل كل باب الغرف فيها وكأنها طريق عام، وفي الدار أيضا فناء صغير يسع لستة أفراد، هكذا كانت الدار قبل اقتحامه لها على حين غرة.
مضت سنوات والمرأة وأولادها أسراء ذلك الرجل الغاصب فأول حكمه عليهم أنه جعلهم كلهم ينامون كلهم في غرفة واحده، كان يقول في نفسه " الإسراف هدر للمال "
هو مستبد في الرأي وعلى الكل طاعته، ومع هذا كان يعطيهم الرخصة للنقاش فيما بينهم وربما استنكروا عليه آرائه واستبداده، فحين يسترق السمع يسمع ما يتنابزون ويلمزون، وهم في الجرأة على التصريح معه بكل ما يختلج في صدورهم ضعاف، لأنهم يخافون بطشه وسطوته.
الدار فيها غرفتان لا حاجة لهما ولكن إذا دمجهما مع غرفته يكون قد انتهى من التفكير في وجود ما لا معنى له، غرفة له وغرفة للأرملة هذا عين العدل هكذا كان يقول في نفسه، ومع هذا فالغرفة الكبيرة تحتاج على حمام يتناسب مع حجمها فإذا دمج حمامين فإن الهندسة المعمارية تكون متناسبة ومتناسقة فهو يحب الجمال والتناسق، إنه شاعري.
في يوم من الأيام لم يستطع كبح نزوته وغريزته في الملك والسيطرة فقررأن يدخل الدار حارسا شخصيا غريبا كي يكون في مأمن من انقلاب أولاد الأرملة عليه عندما يضيق بهم الحال لكثرة قراراته المجحفة بهم، ولكن لما كانت الدار ضيقة بعد التعديلات الأخيرة وافق الحارس في بادئ الأمر أن ينام في إحدى الغرفتين وطبعا الصغيرة منهما، واحتار في أي مكان يسكن الأولاد إذ ضاق تفكيره بين تسكينهم الفناء والصالة، وفي نهاية المطاف استقر رأيه على الصالة خوفا عليهم من حرارة الشمس في الصيف وبرودة الجو في الشتاء، قال في نفسه حينها "كم أنا رحيم بهم إذ لم أسكنهم الفناء"، وظهرت رحمته أكثر حيث لم يفرق بينهم بين أمهم فأسكنها معهم على الرغم من عدم وجود المودة بينهما ولكن رحمته واسعة، هكذا كان يفكر ويقول في نفسه "كم انأ عطوف".
جلس السلطان مع حارسه الشخصي فقال له: "غرفتي في داري الصغيرة واسعة إذ سعتها تساوي ثلاثة أرباع الدار وربما أكثر، فمن الظلم على نفسي أن أبقى وحيدا فيها، وأعتقد أن ليس للأولاد حق الاعتراض إذ عليهم مقابلة إحساني بالموافقة والترحيب بكل ما أقرره، وعلى هذا الأساس قررت أن أتزوج بزوجة ثانية صغيرة حلوة الملامح علني أنجب منها أطفالا صغارا يكونون أحفظ عليّ وعلى منجزاتي من أولاد الأرملة".
جرى بينه وبين حارسه الشخصي حوار حول مستقبل السلطنة على الدار، وفي الحوار طلب الحارس على نحو الاقتراح أن يسمح له بالزواج حتى يزداد عدد حفاظي من كل مكروه يحيط به الآن وفي المستقبل، فقال في نفسه " أنا السلطان وأنا الحاكم وأنا القائد، إذا أنا مستهدف لا محالة، إذ كل الناس يطمعون في سلطاني، وهذا الحارس يقول عين الصواب" وبسرعة أجابه لطلبه.
فصارت في الدار ثلاث عائلات خاصة السلطان المرفهة وعائلة الحارس وأولاد الأرملة البؤساء.
بعد مدة من الزمان قال السلطان "أنا الآن جالس على أريكة حكمي مستأسدا يحيطني ذئاب وفهود ورعيتي أناس بسطاء يحبون عطاياي ففتاة خبزي يكفيهم ولكني كنت أعطيهم العظم يلحسونه كي لا يحرموا من مذاق اللحم مع الخبز"
ها هي قصة داري الصغيرة والتي لم تنتهي فصولها بعد، فماذا سيجري في مستقبل الأيام؟
أنا السلطان أفكر الآن كيف ستكون مستقبل حياة رعيتي.