يرى البعض من أنه لا وجود للحقيقة المطلقة وإنما هناك ما يسمونه بالحقيقة النسبية وهي أمر قابل للتغير تارة وللتطور تارة أخرى وفي الطرف النقيض هناك من يرى أن الحقائق ثابتة دائما ولا تتبدل ولا تتغير ولذا فإن هذا الطرف متمسك بآرائه دائما ويرى الناس الذين على خلافه أنهم على خطأ لأنه ممسك بالحقيقة وباقي الناس ممسك بخيط الوهم، وهم بعكس الصنف الأول الذين يرون تعدد الحقيقة في الشيء الواحد.
باعتقادي لا الصنف الأول على صواب ولا الصنف الثاني فيما يراه من ترتب ونتيجة على معتقداته، ويمكن إرجاع ذلك إلى أن الصنف الأول لا يمكن القبول به عقلا وذلك لأننا نشعر بالوجدان أن هناك حقائق ثابتة كإيماني بنفسي وبوجودي ووجود ما حولي وهذا أمر ليس قابل للتبدل أو التغير هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن النظرية تناقض نفسها بنفسها فإن هذه النظرية إما أن تكون ثابتة أو قابلة للتغير والتطور فإن كانت ثابتة فيثبت خلاف ما تدعيه من أن كل الحقائق ليس لها ثبوت، وإن كانت متغيرة ومتطورة فلا نتصور غير تطورها أو تغيرها للثبوت وبذلك تكذب نفسها. أما الصنف الثاني فهو وإن كان يثب أن الحقائق لها تقرر في نفس الأمر والواقع إلا أنه لا يمكن الوثوق بأن كل ما يراه هو المصيب للواقع فلربما ما كان يراه واقعا يكون في ظرف ما خطأ ونحن نرى بالوجدان أننا في فترة ما كنا نؤمن بأشياء على نحو أنها تكوينية وموجودة ثم يبان خطأها فكيف لنا أن نتمسك بجميع آرائنا ونقول أنه الحقيقة، أليس هذا قتل للعلم في مهده، ثم أنه كيف لنا أن نفسر تطور العلوم وتغير المفاهيم من عصر إلى عصر فإذا كان ذلك كله من باب الوهم فإن هذا يستدعي من عدم الثقة في ما نتوصل إليه من نتائج علمية اليوم فلربما تكون وهما في المستقبل.
إذا فما هو الصواب كي أعرف كيف أفكر؟
الأمر ليس بهذه الصعوبة فلو أنني رأيت شيء قادما من بعيد لم تتضح لي معالمه التفصيلية بعد فإني هنا سأعتقد بأن ذلك شيء وهذه حقيقة غير قابلة للتبدل أو التغير ولكن عندما أعمل تفكيري ومخزون معلوماتي الذهنية للتوصل عن كنه هذا الشيء وماهيته فهنا سأعمل ما يتوصل لي عقلي من حقيقته وكنهه فلربما أصيب الواقع وربما أخيب فهذا التردد بين الإصابة والخيبة هو مقدار المنكشف لي من حقيقة ذلك الشيء الثابتة في نفسها وكلما اقترب مني ذلك الشيء القادم صارت حالة الانكشاف لحقيقته وكنه أقوى من السابق فتارة ما بنيت عليه سابقا يقبل التطور باعتبار أن تقدم الشيء نحوي زادني اطلاعا على تفاصيل كانت غائبة سابقا وتارة أخرى يتغير هذا الاعتقاد إلى اعتقاد آخر لان ما اتضح لي من حقائقه التفصيلية لقربه مني أكثر كشف أن ما تبنيته سابقا كان خطأ.
بهذا التفسير للحقيقة يمكننا أن نفسر تطور العلوم والمفاهيم والمعتقدات وتبدلها في أحيان أخر، وبهكذا فهم للحقيقة وطريقة انكشافها نستطيع أن نفهم لماذا نتحاور فيما بيننا وكيف نرتقي بأنفسنا فكما أننا يمكن أن نجانب الحقيقة فيمكننا أن نتقاطع معها أيضا وهكذا عندما أنظر ما عندك فآخذ منك وتأخذ مني نصل لا محالة إلى لب الحقيقة بعقل منفتح وقلب محب.
باعتقادي لا الصنف الأول على صواب ولا الصنف الثاني فيما يراه من ترتب ونتيجة على معتقداته، ويمكن إرجاع ذلك إلى أن الصنف الأول لا يمكن القبول به عقلا وذلك لأننا نشعر بالوجدان أن هناك حقائق ثابتة كإيماني بنفسي وبوجودي ووجود ما حولي وهذا أمر ليس قابل للتبدل أو التغير هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد أن النظرية تناقض نفسها بنفسها فإن هذه النظرية إما أن تكون ثابتة أو قابلة للتغير والتطور فإن كانت ثابتة فيثبت خلاف ما تدعيه من أن كل الحقائق ليس لها ثبوت، وإن كانت متغيرة ومتطورة فلا نتصور غير تطورها أو تغيرها للثبوت وبذلك تكذب نفسها. أما الصنف الثاني فهو وإن كان يثب أن الحقائق لها تقرر في نفس الأمر والواقع إلا أنه لا يمكن الوثوق بأن كل ما يراه هو المصيب للواقع فلربما ما كان يراه واقعا يكون في ظرف ما خطأ ونحن نرى بالوجدان أننا في فترة ما كنا نؤمن بأشياء على نحو أنها تكوينية وموجودة ثم يبان خطأها فكيف لنا أن نتمسك بجميع آرائنا ونقول أنه الحقيقة، أليس هذا قتل للعلم في مهده، ثم أنه كيف لنا أن نفسر تطور العلوم وتغير المفاهيم من عصر إلى عصر فإذا كان ذلك كله من باب الوهم فإن هذا يستدعي من عدم الثقة في ما نتوصل إليه من نتائج علمية اليوم فلربما تكون وهما في المستقبل.
إذا فما هو الصواب كي أعرف كيف أفكر؟
الأمر ليس بهذه الصعوبة فلو أنني رأيت شيء قادما من بعيد لم تتضح لي معالمه التفصيلية بعد فإني هنا سأعتقد بأن ذلك شيء وهذه حقيقة غير قابلة للتبدل أو التغير ولكن عندما أعمل تفكيري ومخزون معلوماتي الذهنية للتوصل عن كنه هذا الشيء وماهيته فهنا سأعمل ما يتوصل لي عقلي من حقيقته وكنهه فلربما أصيب الواقع وربما أخيب فهذا التردد بين الإصابة والخيبة هو مقدار المنكشف لي من حقيقة ذلك الشيء الثابتة في نفسها وكلما اقترب مني ذلك الشيء القادم صارت حالة الانكشاف لحقيقته وكنه أقوى من السابق فتارة ما بنيت عليه سابقا يقبل التطور باعتبار أن تقدم الشيء نحوي زادني اطلاعا على تفاصيل كانت غائبة سابقا وتارة أخرى يتغير هذا الاعتقاد إلى اعتقاد آخر لان ما اتضح لي من حقائقه التفصيلية لقربه مني أكثر كشف أن ما تبنيته سابقا كان خطأ.
بهذا التفسير للحقيقة يمكننا أن نفسر تطور العلوم والمفاهيم والمعتقدات وتبدلها في أحيان أخر، وبهكذا فهم للحقيقة وطريقة انكشافها نستطيع أن نفهم لماذا نتحاور فيما بيننا وكيف نرتقي بأنفسنا فكما أننا يمكن أن نجانب الحقيقة فيمكننا أن نتقاطع معها أيضا وهكذا عندما أنظر ما عندك فآخذ منك وتأخذ مني نصل لا محالة إلى لب الحقيقة بعقل منفتح وقلب محب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق